مقابلة صحفية مع جريدةالخليج

بقلم ممدوح نوفل في 14/09/1995

س1) كيف ترى اتفاق بعد عامين على ابرامه؟

جـ) عند التوقيع على اتفاق اوسلو ظهر في الساحة الفلسطينية ثلاثة اتجاهات الاول افرط في التفاؤل واعتقد ان تقاطع المصالح الاسرائيلية والفلسطينية والامريكية التي افرزت الاتفاق يدفع باتجاه التسريع في تنفيذه. والثاني افرط في التشاؤم واعتقد ان الاتفاق ولد ميتا. ولاحقا قال اصحاب هذا الاتجاه عن اتفاق غزة واريحا بانه غزة واريحا اولا واخيرا. اما الاتجاه الثالث فهو الذي ظهر من اهل الارض المحتلة حيث قالوا العبرة في التنفيذ. وخلال التوقيع على الاتفاق قال بيريز للمفاوضين الفلسطينيين “علينا ان نستثمر المفاجئة قبل ان تستفيق المعارضة من هول الصدمة وان نكون كالطيار الماهر، الذي يحلق في اعالي السماء ويطير باقصى سرعة.

والان وبعد عامين من اتفاق اوسلو جاءت الوقائع لتؤكد بالملموس ان اهل الارض المحتلة ادرى بالاحتلال وان تقييمهم واقعي ودقيق وان الاخرين شطوا في تقديراتهم. فالاتفاق بقي على قيد الحياة، وتنفيذه تعثر وتأخر. واكدت ايضا ان وايزمن الطيار ورئيس دولة اسرائيل والمعروف بانه من الحمائم ومن صّناع اتفاقات كامب ديفيد تحول في الاتفاق مع الفلسطينيين الى صقر وتحول من طيار الى جندي مشاة بطيء الحركة على الارض. وظهر بيريز على حقيقته بانه ديماغوجي، فهو الان المساوم الاول على تنفيذ بنود الاتفاق، ويعمل كاسفنجة مهمتها امتصاص التشنجات الفلسطينية حول قتل روح اتفاق اوسلو واكل الاسرائيليين للعديد من نصوصه.

ويفترض ان لا يكون هناك خلاف على ان الاتفاق هز اوضاع الفلسطينيين والاسرائيليين هزة عنيفة، وانه أثر على الوضع العربي وبخاصة على المفاوضات الاردنية الاسرائيلية. فقد ساهم في تكريس التوجهات الداعية الى حل الصراع العربي الاسرائيلي بالطرق السلمية. وانهى افكار الحرب وافكار اللاحرب واللاسلام، التي كانت سائدة في فترة الحرب الباردة. واعتقد انه اضعف التضامن الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية. وانهى التنسيق الشكلي الذي كان قائما بين الاطراف العربية المشاركة في المفاوضات. وسهل الوصول الى الاتفاق الاردني الاسرائيلي، وحرك الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الاردن. واتفاق اوسلو ومعه الاتفاق الاردني الاسرائيلي انهيا فكرة الوطن البديل والترانسفير للفلسطينيين من الضفة الغربية الى الاردن التي تنادى بها بعض الاحزاب اليمينية الاسرائيلية المتطرفة.

اما على الصعيد الاسرائيلي فالواضح ان اتفاق اوسلو قدم للقيادة الاسرائيلية قبض ثمن مشاركتها في عملية السلام سلفا. وارغمها في الوقت ذاته على دفع بعض الاستحقاقات. فالاتفاق كما ظهر خلال العامين كرس استراتيجية الحكومة الاسرائيلية القائمة على الاستفراد بالاطراف العربية في المفاوضات والوصول الى حلول ثنائية مع كل طرف على انفراد. وضمن الاعتراف الفلسطيني باسرائيل. وضمن الامن لها، واوجد قوة فلسطينية تلتزم بالحفاظ على امن دولة اسرائيل ومواطنيها بما في ذلك المستوطنيين الذبن ينادون ويعملون صباح ومساء ضد تنفيذ الشق الثاني من اتفاق اوسلو. وساهم في انفتاح اسرائيل اقتصاديا وسياسيا على العديد من الدول العربية. وفي استعادة علاقتها وتبادل الاعتراف مع العديد من الدول الاسلامية والافريقية. وبنفس الوقت فرض على القيادة الاسرائيلية مواجهة الحقيقة الفلسطينية التي تهربت منها اكثر من اربعين عاما. فاعترفت بان هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني، وان لهذا شعب ممثل شرعي هو م ت ف، وله سلطة لها الحق في ادارة شؤون حياته بمعزل عن التدخل الاسرائيلي المباشر. وان الضفة الغربية وقطاع غزة ليست اراضي اسرائيلية.

اما على الصعيد الفلسطيني فقد اسقط الاتفاق خلال عامين مقولة البعض بان في المنطقة اربعة دول وخمس شعوب، وان الشعب الخامس (الفلسطيني) شعب زائد. واوجد كيان فلسطيني قابل للتحول الى دولة. والصراع الان لا يدور حول وجود هذا الكيان، بل حول حدودة، وحدود سياديته ودوره وعلاقاته بجيرانه. واوجد سلطة فلسطينية لها كل مقومات السطات الحاكمة ما عدا السيادة والعلاقات الدبلوماسية. ولها شرطة قوامها 18 الف رجل وسيصل عددهم الى ثلاثين الف في غضون الاسابيع القليلة القادمة بعد التوقيع على الاتفاق الجديد. زنقل الاعتراف الدولي والعربي بالكيان الفلسطيني من الحيز النظري الى الحيز العملي، حيث تم الاعترف بجواز السفر الفلسطيني، ووقعت السلطة الفلسطينية العديد من الاتفاقات ذات الصبغة الدولية مع عدد من دول العالم. وخلال عامين من عمر اوسلو اوسلو انتقل مركز ثقل الحركة الوطنية الفلسطينية وثقل القرار الوطني الفلسطيني الى داخل الارض المحتلة وتصحح وضع الهرم الفلسطيني الذي مقلوبا على رأسه.

لا شك ان اتفاق اوسلو عمق خلال العامين الصراعات والخلافات الفلسطينية الداخلية. ودفع بقضية الديمقراطية في الساحة الفلسطينية الى واجهة المهمات الوطنية. واظن ان وقائع الحياة اكدت ان شعار اسقاط اتفاق اوسلو شعار غير واقعي . فاسقاط اوسلو يعني اسقاط السياسية الامريكية في المنطقة. ويعني في نظر الفلسطينيين عودة الاحتلال وعودة الفلتان الامني.ونتائج اوسلو خلال العامين تؤكد انه حدث من الاحداث الكبرى، وان عمرة مديد، وانه سيبقى موضع جدل فلسطيني وسيعود له الناس في السنوات القادم وبخاصة عند كل منعطف جديد تدخله المفاوضات والعلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.

س2 / كيف تنعكس المشاكل التي يواجهها تطبيق الاتفاق على مسارات التفاوض الاخرى، وعلى التطبيع بين اسرائيل والاردن والول العربية الاخرى؟

جـ/ الوضع العربي من محيطه الى خليجه كالاواني المستطرقة المتصلة بعضها ببعض. وما يسكب في أي منها يصل بصيغة او اخرى الى البقية. فتقدم عملية السلام على المسار الفلسطيني ساهم كما قلنا في تسريع الوصول الى الاتفاق الاردني الاسرائيل. واعتقد ان تعثر التقدم والتباطىء في تنفيذ اوسلو رسم نموذجا سيئا للاتفاقات مع الاسرائيليين، وافقد عملية السلام الكثير من مصداقيتها في الشارع الفلسطيني والعربي. ومن الطبيعي ان تتجه الاطراف العربية الاخرى في ضوء تجربة اوسلو الى التدقيق في كل فاصلة وكل كلمة في اتفاقاتها القادمة مع اسرائيل. والتوصل الى اتفاق اوسلو ساهم في تأجيل الاتفاق على المسار السوري. واعتقد ان التوصل في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية الجارية الان في طابا الى اتفاق حول تنفيذ المرحلة من اتفاق اوسلو يعفي رابين والادارة الامريكية من ارهاق الذات في البحث عن اتفاق على المسارين السوري واللبناني. ويؤجل التوصل الى اتفاق على المسارين السوري واللبناني لاسيما وان حزب العمل غير موحد حول الانسحاب من الجولان وليس من مصلحة لرابين في فتح جبهتي صراع في ان واحد.

اما بشان التطبيع بين اسرائيل والاردن وبقية الدول العربية فالواضح ان التلاعب في تنفيذ اوسلو يعيد الى ذهن المواطن الفلسطيني والعربي صورة الاسرائيلي المحتل العدواني التوسعي، وتزيد من شكوكه في النوايا الاسرائيلية، وتنفره من العلاقة مع الاسرائيليين. وفي سياق الحديث عن التطبيع مع الاردن لابد من الاشارة الى ان ما يزيد عن مليوني لاجىء ونازح فلسطيني يقيمون في الاردن وانهم منتشرون في كل مناحي الحياة فيه بما في ذلك الاقتصاد. وان المواطنيين الاردنيين يتأثرون بصورة مباشرة بما يجري داخل الاراضي الفلسطينية وبمصير ومستقبل اخوانهم الفلسطينيين المندمجين معهم في حياتهم اليومية. ولا يمكن الحديث عن مشاريع مشتركة فردية وجماعية وعن شرق اوسط جديد طالما ان تنفيذ اوسلو يتعثر، فعدم تنفيذه يبقى الاوضاع في النطقة بعيدة عن الاستقرار، ولا تشجع المستثمرين على الاستثمار.

س3/ ما هو مصير م ت ف في ضوء واقعها خلال السنتين الاخيرتين؟

جـ/ لا يستطيع اشد المتحمسين لاتفاق اوسلو انكار ان الاتفاق اسهم في اضعاف بنية م ت ف واضعف دورها ككمثل شرعي للشعب الفلسطيني. وساهم في تمكين السلطة الفلسطينية من الهيمنة على معظم دور المنظمة. وشل عمل مؤسساتها. الا انني ان اعتقد اننا نظلم اتفاق اوسلو اذا حملناه المسؤلية الكاملة عن حالة التآكل والاهتراء التي تمر بها المنظمة الان. فالمنظمة مصابة بالعديد من الامراض المزمنة قبل الذهاب الى مدريد في نهاية اتوبر 1991، وقبل التوقيع على اتفاق اوسلو في 13/9/ 1993، اخطرها طغيان الفصائلية على بنيتها وغياب الديمقراطية في علقاتها الداخلية وفي علاقاتها مع الشعب الفلسطيني داخل وحارج الارض المحتلة، وتبقرط مؤسساتها وتحولها هياكل تنظيمية فارغة من أي مضمون. واجزم ان كل الفصائل وكل القيادات الفلسطينية مسؤولة عن زرع هذه الامراض في جسد في المنظمنة. لا شك ان اتفاق اوسلو اضاف امراضا جديدة وعمق الانقسام السياسي والتنظيمي الذي تعانيه منذ سنوات، واوصلها الى حالة من الشلل الكامل والاحتضار. وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى بعض القيادات الفلسطينية اندفعت بعد اوسلو باتجاه تجيير دور ومهمات م ت ف لحساب السلطة الوطنية. واصرت على المزج في الاوضاع القيادية بين السلطة واللجنة التنفيذية واصر العديد من اعضاء التنفيذية على الدخول في الوزارة انطلاقا من قناعتهم بان قيام السلطة الفلسطينية يعني بداية نهاية المنظمة. وجاءت وقائع المفاوضات مع الاسرائيليين ووقائع الحياة لتؤكد ان دخول اعضاء التنفيذية في السلطة اضعف دور المنظمة ولم يقوي السلطة. وان سلب السلطة مهمات المنظمة ابقي نصف الشعب الفلسطيني المقيم خارج الارض المحتلة بدون أي دور اتجاه قضيتة الوطنية. وافتقد الى من يتابع قضايا اليومية في الدول التي يعيش فيها. ولعل ما يجري الان مع الفلسطينيين المقيميين على الاراضي الليبية خير مثال على ذلك.

ان وجود م ت ف ضرورة وطنية فلسطينية طالما لم تحل قضايا اللاجئين. فالسلطة الفلسطينية لا تستطيع متابعة قضاياهم وغير مسموح لها ان هي حاولت، فاتفاق اوسلو ينص على انها سلطة مؤقته للفلسطينيين المقيميين على ارض الضفة والقطاع. واعتقد ان خطأ استراتيجيا كبيرا ترتكبه القيادة الفلسطينية ان هي حرقت المراحل وتسرعت في تمويت منظمة التحرير فدور المنظمة ضروري من الان وحتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تمثل كل الفلسطينيين. اعتقد ان جهدا كبيرا يجب ان يبذل من اجل انقاذ اوضاع المنظمة، والخطوة الاولى تبدأ بالفصل في المهمات بين المنظمة والسلطة. وكذلك الفصل في العضوية بين العضوية في السلطة والعضوية في اللجن التنفيذية. ولعل اجراء تغيير وزاري فلسطيني بات امرا ضروريا لتصحيح العلاقة بين المنظمة والسلطة، ولتصحيح تركيبة السلطة الفلسطينية. فالكل يعرف انها شكلت على اساس سياسي بينما طبيعة المرحلة ونوعية المهام المسندة لها تتطلب تشكيلها على اساس الكفائة والاختصاص في شتى المجالات التي تهم حياة اليومية للناس. وبجانب هذه الخطوات اعتقد ان التجربة اكدت ان خروج المعارضة من اللجنة التنفيذية اسهم في تمويت المنظمة وفي اضعاف دورها. واذا كان عدم مشاركة المعارضين لاتفاق اوسلو مفهموا ومقبولا فمن غير المفهوم وغير المقبول الاستمرار في الانسحاب من المنظمة وشل عمل هيئاتها الا اذا كان المعارضون لاتفاق لاوسلو ان لا ضرورة لبقاء المنظمة على قيد الحياة.

وعلى كل اعتقد ان اتفاق اوسلو واعلان طابا الاخبر يضمنان بقاء منظمة التحرير على قيد الحياة لفترة لاحقة. فالطرف الاسرائيلي يصر على الغاء ميثاق منظمة التحرير. وهذا يعني ابقاء المنظمة على قيد الحياة من الان وحتى الغاء الميثاق حتى ولو كانت في صورة هيكل عظمي. واعتقد ان الجانب الفلسطيني قد ارتكب خطأ جسيما عندما وافق في المفاوضات الجارية الان في طابا على ربط تنفيذ الشق الثاني من الاتفاق الجديد القادم بالغاء الميثاق وحدد شهرين لانجاوز هذه العملية. فالنتيجة الوحيدة المرئية من الان تأجيل تنفيذ الشق الثاني من الاتفاق الجديد الذي سيوقع في خلال اسابيع قليلة في واشنطن. فالمفاوضون الفلسطينييون وكل اركان السلطة الفلسطينية يعرفون ان الغالبية الساحقة من اعضاء المجلس الوطني يرفضون الغاء الميثاق قبل قيام الدولة المستقلة وقبل حل قضايا المرحلة النهائية وفي مقدمتها قضية اللاجئين.

س4/ هل ما يواجهه رابين من معارضة يمينية يؤثر فعلا على تطبيقات الاتفاق؟

جـ/ لست مياليا للتفسير الامني لحركة التاريخ. فالصراع الجاري داخل اسرائيل صراع حقيقي وليس مصطنعا لما انه ليس توزيع ادوار. فاتفاق اوسلو رغم كل نواقصه وثغراته ضرب جذور ركنيين من اركان الفكر الصهيوني الذي تتبناه الاحزاب واليمينية المتطرفة وهما اعتبار يهودا والسامرا ارض الميعاد. والثاني حق كل يهود العالم في العودة الى ارض الميعاد وفي استيطانها. ان ما يقيم به المستوطنون المدعومون من كل الاحزاب اليمينية ليس سوى دفاع عن وجودها وعم مستقبلها. واعتققد ان تهديدهم بمواصلة العمل باتجاه تعطيل تنفيذ الشق الثاني من اتفاق اوسلو يجب ان يؤخذ على محمل الجد وليس مستبعدا ان يفرز المجتمع الاسرائيلي اشخاصا يندفعون على خطى المجرم جولدشتاين الذي ارتكب مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف.

اعتقد ان رابين يحاول استثمار تحركات المتطرفين الاسرائيليين باتجاهين الاول في الضغط على المفاوضين الفلسطينيين والثاني في اظهار القوى اليمينية بانها خطر على الديمقراطية الاسرائيلية. بعد التوقيع على بروتوكولات القاهرة عارض اليمين الاسرائيلي تنفيذ الشق الاول من اتفاق اوسلو، وفي حينها نزل المستوطنون الى شوارع الضفة الغربية واطلقوا النار على المواطنيين الفلسطينيين وقتلوا العديد منهم واصطدموا بالجيش الاسرائيلي. ورغم ذلك نفذ رابين ذاك الشق من الاتفاق. اعتقد ان كان بامكانه لو اراد الاندفاع في تطبيق الشق الثاني من اتفاق اوسلو، بالاستناد الى الاغلبية البسيطة التي يملكها في الكنيست ولا تستطيع المعارضة ثنيه عن ذلك. لكنه لم يفعل ذلك لانه لم يكن قد استكمل تهسيأة الرأي العام الاسرائيلي لخطوة الانسحاب من الضفة الغربية، ولم يكن قد استكمل عمليات الاختبار للسلطة الفلسطينية ولشرطتها. واظن ان نتائج الاختبار للسلطة والشرطة فاقت تقديراته وبخاصة في مجال ضبط الامن في غزة واريحا والتصدي (للارهاب والارهابيين). وفي ضوء هذا الاستخلاص يمكن القول ان وقت تنفيذ الشق الثاني من اتفاق اوسلو بالتدريج قد حان، ولن تعيقه الحركة الاحتجاجية التي تقوم بها المعارضة.

س5/ هل تلغي المعارضة اليمينية الاتفاق في حال فوزها بانتخابات 1996؟

جـ/ لا اعتقد ذلك . فالاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي ملزم للحكومة الاسرائيلية. ولا اظن ان قيادة الليكود ساذجة الى درجة ارتكاب حماقة تستنفر فيها كل القوى الدولية ضدها. وهي ليست بحاجة لهكذا خطوة استفزازية. وهناك سبل عديدة يمكنها اللجوء لها لتصل الى ذات النتيجة. اعتقد ان فوز الليكود في الانتخابات القادمة سوف يقود الى تجميد الامور مع الفلسطينيين عند الحدود التي تكون قد وصلتها. وان العد العكسي لعملية السلام التي انطلقت من مدريد سوف يبدأ، دون اعلان اسرائيلي رسمي.