كلمة وفاء للقائد سعد صايل في ذكرى استشهاده
بقلم ممدوح نوفل في 28/09/1999
في مثل هذه الايام من شهر ايلول 1982 نجحت يد عربية فلسطينية غادرة في اغتيال القائد سعد صايل “ابو الوليد”. وباستشهاده فقدت الحركة الوطنية الفلسطينية احد رموزها وصناع تاريخها المشرف وهي في امس الحاجة اليه ولامثالثه. وفي الذكرى السابعة عشرة لرحيله عن هذه الدنيا الزائلة”، كما كان يقول، لابد من كلمة وفاء تبعث الحياة في تراثه الزاخر بالوطنية العريقة الصادقة. وتساهم في تخليد ذكرى “رجل” لم يلوث الزمن مبادئه الاصيلة. عاش 52 عاما من اجل فلسطين، واستشهد دفاعا عن حقوق اهلها واستقلالية قرارهم.
شاءت الاقدار ان يعيش “سعد” ابن الثامنة عشر ابن قرية “كفر قليل” نكبة شعبه عام 1948، ورآى بعينية اذلال وتشريد اهل يافا وحيفا والمثلث والجليل. وقرر الشروع في العمل من اجل تحرير ما اغتصب من فلسطين. التحق مطلع الخمسينات بالجيش الاردني لمقاومة مطامع الصهيونية واعادة من شرد من اهله الى ارضهم وديارهم. جد في العمل، واجتهد في تحصيل علم الهندسة العسكرية في باكستان وبريطانيا، ودرس علوم الاركان الحربية في أمريكا، وصعد سلم المناصب والرتب العسكرية في الجيش الاردني بكفائة. وصمد على راس وحدته العسكرية في كل المواجهات القتالية التي فرضت عليها.
وبعد انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 وجد روحه فيها، ونسج علاقة مبكرة مع روادها. وبعد هزيمة حزيران 1967 لم يجد الفتحاويين الاوائل صعوبة في ضمه لصفوفهم وأصبح العميد ابوالوليد ابن قرية “كفر قليل”، المجاورة لمخيم بلاطة، احد ابنائها. وقبل احداث ايلول 1970في الاردن كان ضباط وجنود “لواء الحسين مشاة” المتمركز في كفرنجة والاغوار محط اهتمام قيادة حركة فتح والقيادة الفلسطينية، فقائده العميد سعد صايل جعل من اللواء بكامل افراده ومعداته الحربية قوة مساندة للثورة في عملياتها ضد الاحتلال وفي وجه كل سوء يمكن ان تتعرض له.
ورغم ملاحظاته الكثيرة حول المواقف السياسية المتطرفة والمسلكيات الخاطئة لبعض قيادات وكوادر الفصائل الا ان ابوالوليد ميز الاخطاء التكتيكية الضارة عن الاخطاء الاستراتيجية المدمرة. وعندما جد الجد في ايلول 1970 لم يتردد لحظة في اعلان انحيازه للثورة الفلسطينية في مواجهة مخطط تصفية وجودها. والتحق هو ومعظم ضباط وافراد لوائه بقوات الثورة الفلسطينية. ومنذ انخراطه في الثورة ميز ابو الوليد، بحنكته القيادية، بين ابنائها وفصائلها، وكان الوفاء لفلسطين والعمل من اجلها مقياسه الوحيد. امتاز بمواقفه الوطنية الوحدوية الصلبة، وكره “الفزلقة” وتنميق الكلام وكره التعصب الحزبي والفصائلي. وميز الوفاء لفلسطين عن الوفاء لحزب او تنظيم او زعيم. وبين المقاومة القائمة على العلم والاخلاص عن تلك التي يقودها الجهل والنفاق والارتزاق.
بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من الاردن عام 1970-1971 شرع “ابوالوليد” في اعادة تنظيم وتشكيل مجموعات جنود وضباط الجيش الاردني الذين التحقوا بقوات الثورة الفلسطينية، وشكل منهم قوة عسكرية مقاتلة “لواء اليرموك” لعبت دورا مميزا في تثبيت وجود الثورة في لبنان وفي الدفاع عن المخيمات في وجه الاعتداءات التي تعرضت لها. وبعد استقرار اوضاع الثورة في لبنان عام 73 لعب العميد ابو الوليد دورا حاسما في اعادة تنظيم وتاهيل قوات الثورة وبخاصة قوات فتح، وادخل التشكيلات والرتب النظامية. واشتهر بصلابته المبدئية لدرجة الجمود، وانتخب عام 1980عضوا اللجنة المركزية لفتح وتولى قيادة غرفة العمليات الفلسطينية والمركزية المشتركة مع الحركة الوطنية اللبنانية، ورفع الى رتبة لواء. جمع بمقدرة عالية بين دور القائد العسكري اللامع والقائد السياسي الخبير المحنك. وامتاز بميدانيته وكان من “اتباع توما” لا يصدق الا ما يشاهده بعينية ويلمسه بيده. كان يحترم التعددية والرأي الآخر. ويمقت التزلف والتعدي على حقوق الآخرين. وحظي باحترام القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية الواقعية والمتطرفة وقوى الجبهة العربية المشاركة في الثورة. وخلال ترؤسه غرفة العمليات المركزية نمت قوى الثورة وتطورت قدراتها العسكرية، وصمم الاخ ابو الوليد، كما كان يحب ان ينادى، على مفاجئة القيادة الاسرائيلية والانتقام من غارات طيرانها على المخيمات ومواقع القوات الفلسطينية. وفي تموز1981 ادار مع رفاق دربه معركة المدفعية الشهيرة، وظهرت خبرات كوادرها القتالية والفنية العسكرية المتطورة. وقصفت نهاريا وعدد من المدن الاسرائيلية لاول مرة.
كان يحب النظام ويكره الفوضى، ومع بداية عام 1982 أدرك ابو الوليد ان المواجهة الشاملة مع الجيش الاسرائيلي قادمة لا محالة. وبادر الى جمع آراء تصورات الجميع لطبيعة المعركة القادمة ، وصاغها في خطة دفاعية واحدة، وتابع ميدانيا تطبيقها على الارض بعد مصادقة ابوعمار عليها. واذا كان التاريخ سجل بطولات المقاومة الفلسطينية اللبنانية لغزو اسرائيل للبنان عام 1982 في ملفاته فابو الوليد احد صنّاعها الرئيسين. واذا كان الخبراء والبحاثة اعتبروا صمود بيروت ثلاثة أشهر كاملة في وجه الحصار، حدثا تاريخيا، فابحاثهم تبقى ناقصة اذا لم تؤكد دور ابوالوليد في صنع ذاك الصمود.
اوائل آب ادركت قيادة م ت ان رحيلها من بيروت بات امرا لا مفر منه. وسعى ابو الوليد الى تجيير صمود القيادة والمقاتلين لصالح تحسين شروط الخروج وتوفير حماية مضمونة للمخيمات وتحقيق مكاسب سياسية للقضية الفلسطينية. وبعد مفاوضات غير مباشرة شارك فيها ابو الوليد مع المبعوث الامريكي “فليب حبيب”، تم التوصل يوم 13 آب 1982الى اتفاق لوقف اطلاق النار والفصل بين المتحاربين، نال موافقة جميع اعضاء القيادة الفلسطينية. وضمن الاتفاق انسحابا مشرفا للقيادة ومقاتليها تحت اشراف قوات متعددة الجنسية امريكية فرنسية وايطالية، الى ذلك المحافظة على أمن وسلامة ابناء المخيمات بعد خروج المقاتلين. وقبل مغادر اول قافلة من المقاتلين ناقشت القيادة الفلسطينية مسالة خروجها من بيروت، ودعا بعض اعضائها الى وضع ترتيبات سرية لخروج ابوعمار واعضاء القيادة خشية الاغتيال. خاصة وان دخول الميناء وركوب البواخر يتم على مرآى من القوات الاسرائيلية والانعزالية. لكن ابوالوليد رفض الفكرة من اساسها وقال “الحماية تتم بتنظيم مراسم رسمية لخروجها”
في حينه شكلت القيادة الفلسطينية لجنة بقيادة ابو الوليد اشرفت على تنظيم عملية الرحيل. وقررت اللجنة بتوجيه من قائدها السماح للمقاتل الخروج بتجهيزاته الشخصية على ان لا تزيد عن كيس عسكري واحد، واعدت القوائم لكل باخرة وحددت الملعب البلدي مكانا لتجمع المقاتلين. وصباح كل يوم من ايام الرحيل كان ابو الوليد يصر على النزول الى ارض الملعب لتفقد الراحلين. وخلال لحظات الوداع الصعبة،استمع ابو الوليد بألم مصحوب بدموع القلق لصيحات مؤلمة وجارحة من النسوة والصبايا الفلسطينيات المودعات للقيادة والمقاتلين الراحلين تقول “لا ترحلوا..ارفضوا الخضوع للمآمرة العربية الدولية حتى لو دمرت بيروت وكل العواصم العربية. وان رحلتم خذونا معكم ولا تتركونا تحت رحمة حزب الكتائب والجيش اللبناني والاسرائيليين”. وكانت تلك الصيحات الحارة الصادقة تعكس حقيقة مشاعر كل الفلسطينيين في لبنان وعلى كل المستويات. الا ان مشيئة الاقدار لم ترحم أطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين في لبنان رغم صمودهم الجبار فترة ثلاثة أشهر.
بعد رحيل الغالبية الساحقة من القوات الفلسطينية من بيروت الى البلدان العربية المتفق عليها، ورحيل ابوعمار وأركانه باتجاه الاراضي اليونانية، سيطرت قوات الجيش اللبناني “والقوات الانعزالية” على معظم مناطق واحياء بيروت الغربية الخاضعة للسيطرة الفلسطينية والوطنية اللبنانية. وصار الخروج الفلسطيني المدني والعسكري من صبرا وشاتيلا والاحياء اللبنانية “ابو شاكر، الفاكهاني، ابو سهل، الجامعة العربية، والداعوق” فيه مخاطر كبيرة. وبات وصول المستششفيات لإخراج الجرحى ونقلهم الى بواخر الترحيل الراسية في ميناء بيروت مغامرة كبيرة. وبالرغم عن ذلك كله أصر “أبوالوليد” يوم ا/9/1982 على أن يودع هو ومن تبقى من أعضاء المجلس العسكري الفلسطيني الاعلى مدينة بيروت باداء زيارة رسمية لمقبرة الشهداء الواقعة في حي قصقص. ونزولا عند رغبته سار الجميع مشيا على الاقدام وهم يحملون ما أمكن ترتيبه من اكاليل زهور. وفي الطريق الى مقبرة الشهداء حيث يرقد الحاج أمين الحسيني وآخرون من شهداء حرب 1948 وشهداء الثورة، تمنى الجميع لو كان بالامكان ترحيل كل سكان المخيمات الفلسطينية من لبنان بعد ان تحملوا من العذاب ما لم يتحمله بشر، واصبح بقائهم في خطر. وبعد تلاوة الفاتحة على ارواح الشهداء تمم ابوالوليد قائلا “يجب ان لا ننسى ان الزعماء العرب اهانوا الحاج امين الحسيني مفتي فلسطين. وانه لم يجد مكانا يقيم فيه، وعاش في العراق وطرد منها كما طرد من مصر وسوريا”. وفي طرق العودة تسائل أبوالوليد بحزن شديد وبصوت خافت: “هل ستطئ اقدام اولادنا ارض فلسطين ؟ وهل سنستطيع يوما ما تنفيذ وصية الشهداء بنقلهم الى أرض الآباء والاجداد ؟ أم أن ممارسات بعضنا وانحطاط الوضع العربي وهزيمتنا في بيروت ستقود الاخرين لنبش قبورهم ورمي عظامهم في المزابل؟ وهل سنجد لنا في هذا الوطن العربي الكبير مكانا ندفن فيه، بعد ان نقضي ما تبقى لنا من عمر في هذه الدنيا الزائلة ؟ وهل سنجد نحن الأحياء من يدفنا بإحترام كما دفنا من سبقونا من الشهداء ؟ وماذا سيقول التاريخ عنا..؟” طرح هذه الأسئلة من “أبوالوليد” كان له في حينه ما يبرره، فعلاقة الثورة الفلسطينية بمعظم الدول العربية لم تكن على ما يرام، وكان خروج اكبر مظاهرة في شوارع تل ابيب، وليس في عاصمة عربية، استنكارا للهجوم الاسرائيلي ومجازر صبرا وشاتيلا شاهدا صادقا مدى انحطاط الوضع العربي.
وعلى ظهر الباخرة اليونانية، التي ركبها آخر دفعة من القيادة والكوادر والمقاتلين باتجاه ميناء طرطوس السوري، كان ابو الوليد مقل الكلام كعادته. وقبل النزول عن ظهرها بادر ورتب موعدا للقاء المتواجدين من المجلس العسكري في البقاع اللبناني وقال “الوقت ثمين وعلينا ان نلتقي خلال 72 ساعة كحد اقصى، وقدرنا اكمال المشوار والوفاء بالعهد الذي قطعناه على انفسنا. امامنا مهام كبيرة كثيرة اولها اعادة تنظيم وتشكيل قواتنا المتواجدة في البقاع والشمال اللبنانيين، وادامة المعركة مع العدو، ومساعدة الحركة الوطنية اللبنانية في استنزافه في منطقتي الجبل والساحل. امكاناتنا البشرية والتسليحية ليست قليلة، ويجب توظيفها في اثبات فشل الهدف الاستراتيجي للهجوم الاسرائيلي. لا خوف على بقاء م ت ف كجسم سياسي، ستبقى حية طالما هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني، والمهم تأكيد بقاء جسمها العسكري حيا فاعلا”. وبعد اقل من 72 ساعة عاد ابو الوليد الى لبنان وشرع في ترجمة افكاره. وكان همه استخلاص الدروس المستفادة من تجربة الثورة في لبنان ومن الهجوم الاسرائيلي، ووضعها موضع التطبيق على الارض وفي العلاقة اليومية مع الجماهير اللبنانية وقواها الوطنية، وايضا في العمل اليومي الدؤوب ضد الاحتلال. وخلال جولاته على قواعد المقاتلين شدد ابو الوليد على اهمية ابراز دور المقاومة الوطنية اللبنانية في مقاومة الاحتلال وكان يقول “وجود مقاومة لبنانية فعالة ومقاومة فلسطينية مستمرة يخلق مناخ لانبعاث مقاومة عربية شاملة. في السابق كنا نقطع مسافات طويلة ونجتاز موانع وعقبات كثيرة حتى نخلق التماس ونشتبك مع قوات الاحتلال، أما الآن فالقوات الاسرائيلية باتت في متناول اليد. انتشارها واسع وخطوط امدادها طويلة وبالامكان ارهاقها واستنزافها. المهم العمل. في السابق قاتلت الحركة الوطنية اللبنانية تحت رايات الثورة الفلسطينية، ومستجدات الصراع تفرض علينا القتال تحت رايات الوطنيين اللبنانيين. ليس مهما الاعلان عن اعمالنا، اسرائيل ستقوم بهذه المهمة، والعمل الناجح يلعن عن نفسه”.
وعندما التقى الملوك والرؤساء العرب يوم 6/9/1982 في قمتهم الثانية عشرة في فاس قال ابو الوليد “فاس الاولى كانت فأسا على رؤسنا. علينا منع الزعماء العرب في قمتهم الجديدة من تجاوز منظمة التحرير وسلبها تمثيل شعبها. جمود عملنا العسكري يضعف موقفنا ويسهل عليهم تجريدنا من السلاح والسير في جنازة تشيعنا ونحن احياء. المهم رفع اليقظة من عملاؤهم المتواجدين في صفوفنا”. ولاحقا رفض كل العروض والاغراءات العربية وبخاصة السورية والليبية التي قدمت له لقيادة “حركة تصحيحية داخل منظمة التحرير”، وخلق “م ت ف ثورية بديلة”. وقال “المؤامرة بدأت، والحياة وقفة عز، وهناك من العرب من يحاول تدمير الحركة الوطنية الفلسطينية كما دمروها عام 1936، وبعد هزيمة 1948″. وقرر مقاومة المؤامرة والتصدي بحزم لادواتها الفلسطينيين المأجورين مهما كان الثمن حتى لو كلفه حياته.
وفور سماعه نبأ اغتيال بشير الجميل قائد القوات اللبنانية يوم 14 ايلول 1982دعا ابوالوليد المتواجدين من المجلس العسكري الفلسطيني الى لقاء عاجل لتدارس الموقف وفي الاجتماع قال ” كلكم تعرفون ان بشير وصل رئاسة الجمهورية اللبنانية على ظهر دبابة اسرائيلية. وبصرف النظر عن منفذ عملية القتل، فالعملية كبيرة واكبر من طاقات القوى الوطنية اللبنانية، والمهم ان لا ندفع نحن الفلسطينيون ثمن اغتياله كما دفعنا ثمن طموحاته الرعناء”. وبعد سماعه نبأ المجزرة التي ارتكبتها القوات اللبنانية يوم 17 ايلول بقيادة ايلي حبيقة في صبرا وشاتيلا شعر ابو الوليد بتأنيب ضمير تجاه ابناء المخيمات وتمنى لو انه لم يرحل عن بيروت وقال “فليب حبيب خدعنا، تعهد لنا بحماية المخيمات واخطأنا عندما وثقنا بتعهداته”. وأضاف “عار علينا الصمت امام استباحة دم اطفالنا ونسائنا وشيوخنا العزل من السلاح. ويجب ان لا ننسى فالذاكرة الحية تصون الحوق”. وراح يواصل العمل ليل نهار لحماية الوجود المدني الفلسطيني، وحماية استقلالية القرار الفلسطيني. الا ان يد الحقد والغدر والخيانة العربية الفلسطينية اغتالته يوم 29 ايلول قبل ان يحقق اهدافه وقبل ان تجف دماء شهداء صبرا وشاتيلا.
اجزم ان هذا المقال لا يوفي الشهيد الصديق القائد ابو الوليد حقه، وأتمنى ان يبادر طرف فلسطيني الى تخليد ذكراه وجمع وتوثيق تاريخه المجيد، وتاريخ كل رموز الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. فسيرة اعلامها هي سيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة بعجرها وبجرها، وهي اختصار لمسيرة الأمل والألم الفلسطيني في النصف الثاني من القرن العشرين. في المنافي والشتات قلنا سندون يوما ما تاريخ الثورة بصدق، وسننقل رفات الشهداء من أراضي الدول العربية الى ارض فلسطين الطاهرة. وفي لحظة ما اعتقدنا بان وصولنا أرض الوطن سيمكننا من الشروع بهذه المهمة، لكن وقائع الحياة أكدت ان لكل مرحلة همومها وشجونها. الى ذلك تبقى مهمة تعريف الاجيال بحلاوة تاريخهم ومره قائمة وامانة تستحق منا جميعا، اليوم قبل الغد، جهدا خاصا، فالتأخر في توثيق التاريخ يعرض بعضه للتبديد، ويحوله الى ذكريات تاريخية شخصية تتبخر دروسها وعبرها المفيدة مع تآكل ذاكرة حامليها.
وفقدان تراث ابو الوليد الغني وخبراته القيمة خسارة للشعب الفلسطيني يصعب تعويضها.