الأخ الرئيس أبو مازن ينعي ممدوح نوفل
بقلم محمود عباس في 24/07/2006
ببالغ الحزن والاسى انعى الى شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات وفاة المناضل القائد اللواء ممدوح نوفل الذي غادرنا اليوم مرتقياً العلا بعد مسيرة نضالية طويلة وحافلة، كان واحداً من رموزها، ومن الجيل المؤسس لانطلاقة ثورة شعبنا وقيامته المعاصرة … فقد غيب الموت عنا اليوم قائداً من ذلك الرعيل الذين حملوا الحلم الفلسطيني، وطافوا به مشارق الارض ومغاربها.
رحل عنا الاخ والصديق ورفيق الدرب ممدوح نوفل ملتحقاً بقوافل كبار الشهداء الذين قضوا على دروب الحرية والاستقلال، وطرقاتها الشائكة والوعرة، برحيله، غاب عن ساحات العمل الوطني الفلسطيني مناضل انخرط منذ مطالع شبابه قبل اكثر من اربعة عقود من الزمن في حركة القوميين العرب، ثم واحداً من اسسوا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، وعضواً مؤسساً وبارزاً في المجلس العسكري الاعلى للثورة الفلسطينية، وعضوا في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي جميع المواقع التي ساهم في تأسيسها، كان طليعياً ورائداً، يتقدم الصفوف مهجوساً بقضية شعبه واستعادة وطنه.
لا يكترث بالاسماء ولا يحفل بالالقاب، كان دائم البحث، والتنقيب، لا يركن الى يقين، ولا يستكين الا لسلامة حسه، وصدق قلبه، الذي يقوده الى حيث الطريق الاقرب لتحويل الحلم الى حقيقة.
كان دائم الاقتناع بقدرة شعبه على اجتراح معجزة البقاء. لا يتنازل ولا يساوم على كرامة، ولا يهين امام مذلة. اذا تكلم صدق، واذا وعد اوفى. باكراً قفز الى دائرة التحدي والاخطار. فاقتحم ساحات النضال، لتحقيق غايتين: فلسطين وحريتها.
كانت حياته الحافلة مسيرة متحركة وراية لا تنكس، امتشق البندقية، واسس مع غيره من جيل الرواد طلائع العمل الفدائي الفلسطيني، قاد وخاض مع ارتال من شباب فلسطين معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية، وعن قرارها الوطني المستقل، حمل القلم بذات الرشاقة، فألف كتباً ارخ فيها لمحطات اساسية من محطات مسيرة نضال شعبنا العظيمة، كتب المقالات .. دافع وناظر ونافح، اتفق واختلف، وفي كل محطات حياته منذ غادر اسوار الجامعة وانخرط في العمل الوطني الى يوم صعدت روحه الطاهرة الى بارئها كان دائم الحيوية والحضور.
لقد سطع الراحل الكبير ممدوح نوفل في زمن الاستكانة وتعفير الجباه، اختار الطريق الصعب، طريق الشجاعة والجسارة والعنفوان، لا يهادن، ولا يساوم، لان خياره كان وعداً وقسماً لفلسطين.
فمن مثله وضع قلبه على يده، ونذر نفسه لوطنه ولمواطنيه، لا يغيبه الموت، فهو وجميع من سبقوه من الشهداء حاضرون فينا لا يموتون.
وفلسطين باقية وشعبها باق، كلما سقط منا شهيد قام شهيد.
فباسمي وباسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية الفلسطينية اتقدم من شعبنا الفلسطيني ومن زوجة ونجل شهيدنا بأحر التعازي، بوفاة ابن بار من ابناء هذه الارض الطاهرة، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وان يلهمنا جميعاً من بعده الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.
محمود عباس
رئيس دولة فلسطين